ثلاثون علامة تدل على أن حماس الانقلابيه من الخوارج
ملتقى الشهيد القائدعلي شمالي(أسد الشجاعية) :: فلسطين ارض الاباء والاجداد :: الاحزاب والفصائل الفلسطينية
صفحة 1 من اصل 1
ثلاثون علامة تدل على أن حماس الانقلابيه من الخوارج
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسـول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
سألتني بارك الله فيك عن الخوارج ، وحالهم ، وهل من يقوم بأعمال التخريب اليوم منهم أم لا ، وما أوجه الشبه بينهم فأقول :
الخــوارج من الفرق المنحرفة عن السبيل ، التي خرجت أولى علاماتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما قال ذو الخويصرة التميمي : ( يا محمد اعدل !! ) ، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ؟! ) ثم أخبر : ( أنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقِِِِِِِِِرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ! ) ، وفيما قال : ( كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار) ( شرُّ قتلى تحت أديم السماء ) ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) (طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ) ( لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل ) ( سفهاء أحلام ، حدثاء أسنان يقولون من قول خير البرية ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) ( يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء ) ( يتقفرون العلم تقفرا ) ( سيماهم التحليق والتسبيد ) ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) ( يخرجون على حين فرقة من الناس ) ( هم شر الخلق والخليقة ) ( يخرج آخرهم مع الدجال ! ) كل هذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الخوارج ، والأحاديث أكثر ، بل لم يروَ في ذكر خبر الفرق المخالفة في الإسلام أكثر ولا أصح من أحاديث الخوارج ! ، هذا إن لم يقل بأنه لم يصح في الباب غيرها ! ، وقد جمع أهل العلم أحاديثهم في مظانها ، ولعلكم تراجعونها في " جامع الأصول " [10/76-93] ، وفي غيره ، فإذا كان مبدء خروجهم كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وشككوا في ذمته وعدله ، ثم استفحل شرهم في عهد عثمان ذي النورين ، وشككوا في أمانته وعدله ، بل واقتحموا عليه الدار ، وقتلوه ، ومثّلوا به ، واستباحوا حرمة دمه وماله ودينه ! ، ثم جردوا السلاح ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ، وكفروا علياً رضي الله عنه وأحبطوا عمله ! ، ويرون بأنهم أولى بالحسنيين ! ، وأن رواحهم إلى الجنة .
وعندما ضرب أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أحدهم بالسيف قال له ( خذها إلى النار وبئس القرار ! ) ، قال الخارجي : ( ستعلم غداً من منّا أولى بها صلياً !!!! ) .
فإذا كان هذا حالهم مع أكمل الخلق وأطهرهم طريقة ، فلا يستغرب ما يحصل اليوم من أتباعهم مع من هم عرضة للخطأ والتقصير ، وما مرّ زمان إلاّ ومنهم فلول ، تجتمع أحياناً ثم تفترق أحايين ! ، حتى ( يخرج الدجال !! ) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ! ، وما من خليفة من خلفاء الإسلام وحكامها إلاّ ولقي من أذية الخوارج ما لقي سواء بالسيف أو باللسان والتحريش ! .
والذين يقومون اليوم بالعمليات التخريبية ، وكذا الذين من قبلهم من الذين يؤلّبون الناس على الحاكم ، ويوغرون صدورهم عليه : لا يشك صاحب سنة عالم عاقل بأنهم : (خوارج مارقة ) .
ولعل نتائج أعمالهم حققت أوصافهم ، وصدق انتسابهم إلى هذا الفكر المنحرف وإن رفضوا ذلك ، وعامة من كابر بادئ الرأي ، وأنكر وصفهم بالخروج ، وخبث طويتهم ، اعترف اليوم بذلك ، وأنكر منهم أشد النكير ، وهذا مما يميّز صاحب السنة العالم العاقل عن غيره ، لأن الفتنة إذا أقبلت يعرفها العلماء ، وإذا تغشت الناس وأدبرت عرفها عامة الناس ، ولهذا ما أوسع علم ابن مسعود رضي الله عنه عندما رأى أقواماً يتعبدون الله تعالى في المسجد على غير ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال مقولته المشهورة : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن أقواماً سيخرجون يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأيم الله ما أدرى لعل أكثرهم منكم ) ، وما دارت الأيام والليالي إلاّ ويحصل ما قاله العالم العاقل ابن مسعود رضي الله عنه ، وشهد بذلك من شهد الواقعتين وهو عمرو بن سلمة حيث قال : ( رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج) .
وهكذا الحال اليوم : فكم صرّح علماؤنا الأجلاء بخروج أهل التعيير والتشهير ، ونصيحة الفضيحة ، وتوغير القلوب ، من قبل هذه الوقائع بسنواتٍ عديدة ، ومع ذلك ما أشد أذية الحمقى لهم !! ، ورفضهم لقبول هذه الحقائق الكونية ! ، فرحم الله العلماء ما أعظم فضلهم على الناس ، وما أشد أذية الناس لهم ! .
واليوم : من نظر إلى طريقة القوم ، وقرنها بطريقة أسلافهم من الخوارج المارقة ، يقف حتما على مبلغ التوافق العجيب ! ، وخذ من ذلك : الخوارج الأوائل : شككوا في أمانة النبي صلى الله عليه وسلم وعدله ! ، وأمانة عثمان وعدله ، ووصفوه بالاستبداد . وهكذا هم اليوم يصنعون مع حكامنا ! .
الخوارج الأوائل : قاموا بدعوى نصرة التوحيد الجهاد ، وتحكيم الشريعة ، وكفروا علياً ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم بذلك ، ورأوا أن أعمالهم قد حبطت .
وهكذا هم اليوم : كفروا حكامنا ، وعلماءنا ، ووصفوهم بالطواغيت ، وقالوا عن الشيخ ابن باز : ( رأس الردة !، وعمود الكفر ! ، وذنب الحكام !! ) ، وقالوا : ( بلغ مرحلة من الخرف والسفه مما جعله لا يقبل قوله) ، وقالوا : ( علماء السلاطين ) وقالوا ( أقل ما يقال فيهم أنهم فسّاق ! ) .
الخوارج الأوائل : يزورون الكتب ، والأقاويل على لسان أهل العلم ، وأنها تعضد طريقتهم ، [ البداية والنهاية :10/277] [10/281] [10/340] .
وهم اليوم : يزورون الكتب ، وينسبون أنفسهم إلى أهل التوحيد والسنة من الأحياء والأموات !! ، ويستشهدون بكلام الإمام ابن تيمية وهم أبعد الناس عن طريقته ، وبكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهم أبعد الناس عن حقيقته ، وبكلام أئمة الدعوة وهم الذين رضوا بحكم آل سعود وناصروهم حتى أقاموا دولتهم .
الخوارج الأوائل : يقومون بالمظاهرات والمسيرات ضد الحاكم ! ، [ البداية :10/280] .
وهم اليوم كذلك .الخوارج الأوائل : يسعون إلى الانقلاب على الحاكم فضلاً على أن يناصحوه ، كما دخلوا على عثمان رضي الله عنه ، وحاصروا داره ، وقالوا للناس : من كفّ يده فهو آمن !! ، [البداية :10/280] .
وهم اليوم كذلك ، وأطلقوا الحرب للحاكم بل وحكومته بل وشعبه المناصر له !! .
والخوارج الأوائل : يفترون على الحاكم ما لم يقل ، ونسبوا إلى عثمان كتاباً ، ووضعوا عليه خاتماً كخاتمه !! [ البداية : 10/280 ] .
وهم اليوم كذلك يفترون على الحكام بشتى أنواع الأكاذيب أو على أقل تقدير ما لم يأتوا عليه ببينة ! ، ويزورون الوثائق ، والجوازات ، وغير ذلك .
الخوارج الأوائل : من مزيد ظلمهم ومبلغ حقدهم على الحاكم يسمونه بأسماء زعماء اليهود والنصارى ، كما سموا عثمان رضي الله عنه بـ : نعثل !! ، [ البداية :10/282] [10/307] وربما قلبوا اسمه ، كما صنع الراسبي ، فما كان يسمي علياً رضي الله عنه باسمه ! ، وإنما يسميه بـ : الجاحد ، من شدة بغضه له ، [ البداية :10/591] .
وهم اليوم : يسمون الحاكم بـ : ( بوش العرب ) أو ( البابا يوحنا ! ) و ( آل سلول ) .
الخوارج الأوائل : يسبون الحكام على المنابر ! ، كما صنع ابن عديس في شتمه لعثمان رضي الله عنه على المنبر ! ، [ البداية :10/297] .
وهم اليوم كذلك : بالتصريح ، وبالتلميح !! .
الخوارج الأوائل : يصرحون بكفر الحاكم مهما كان له من فضائل ، فعندما دخلوا على عثمان وقتلوه ، وهو على مصحفه ، قد أصابه بعض دمه ، قال أحدهم : ما رأيت كاليوم وجه كافرٍ أحسن !! ، ولا مضجع كافرٍ أكرم !! . [ البداية :10/307] .
وهم اليوم : لم يلتفتوا إلى محاسن حكام المسلمين ، وما رعى الله بهم من المصالح ، وحفظ بهم من الحقوق ، وحقن بهم من الدماء ، وصان بهم من أعراض ، ومع ذلك كفروهم .
والخوارج الأوائل : يستبيحون المحرم لتحقيق مطلبهم !! ، وقالوا : الذي أباح لنا دم عثمان كيف يحرم علينا ماله ؟! ، وأخذوا كل شيٍ حتى الأقداح ،[ البداية :10/307 ] ،ويسفكون الدماء ، ويقطعون السبل ، ويستحلون المحارم ، [ البداية :10/584] .
قال ابن كثير مؤيداً قتال علي رضي الله عنه للخوارج : ( وفيه خيرة عظيمة لهم ، ولأهل الشام أيضاً ، إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها عراقاً وشاماً ، ولم يتركوا طفلاً ولا طفلة ولا رجلاً ولا امرأة لأن الناس عندهم قد فسدوا فساداً لا يصلحهم إلاّ القتل جملة ..) [ البداية :10/584-585] .
وهم اليوم : يفعلون كل محرم من أجل تحقيق مطلبهم !! ، يسرقون !! ، يحلقون !! ، يكذبون !! ، يفترون !! ، يلبسون لباس النساء !! ، يقتلون الدماء المعصومة لمصلحة عظمى عندهم وهي قتل كافر أو رجل أمن !!!!!! ، ويرون بأنه لا ( إصلاح ) إلاّ ( بالسلاح !) .
الخوارج الأوائل : يقاتلون الحاكم في حقيقة الأمر لشيٍ في أنفسهم لا لله عز وجل ونصرة لدينه ، كما صنع عمرو بن الحمِقِ حين جلس على صدر عثمان بعد ما طعن من قبل ، فطعنه تسع طعنات !! ، وقال : أما ثلاث منهن فلله ، وستٍ لما كان في صدري عليه !!! ، [ البداية :10/309 ] .
وهم اليوم كذلك ، فما يفرحون بخير حباهم الله به ، ولا يحزنون بأمرٍ أصابهم ! .
الخوارج الأوائل : يبحثون عن إسقاط الحاكم في الزلة على كل وجهٍ !! ، فعندما نسبوا إلى عثمان رضي الله عنه أنه كتب فيهم كتاباً ، وأنكر ذلك قالوا له : إن كنت كتبته فقد خنت !! ، وإن كنت لم تكتبه فقد عجزت !! ، ومثلك لا يصلح للخلافة : إما لخيانتك وإما لعجزك !! ، [ البداية :10/311 ] وتأمل رد ابن كثير فما أحسنه .
وهم اليوم كذلك : حتى فيما يفعلونه من تخريب !! ، فيستبيحون ما يقومون به من أعمال تخريبية ، ومن جانب آخر يصيح السفيه من جانبٍ آخر ويقول : هذا فيه دليل على عدم أهلية الحاكم ، وانفلات الأمن !! ، وكلهم مبطل كذاب ! .
الخوارج الأوائل : أن الخوارج لا يموتون – غالباً – إلاّ بشر قتلة ، وعلى أردى حال ، وقد أقسم بعض السلف أنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلاّ مقتولاً ! ، قيل إجابة لدعوة سعد بن أبي وقاص عندما قال : ( اللهم أندمهم ثم خذهم ) [ البداية :10/320 ]
وهم اليوم : بعدما استباحوا الدماء المعصومة ، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وقنت عليهم المسلمون في جنح الظلام : ماتوا أخس ميتة ، وقتلوا شر قتلة : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:103-104) .
الخوارج الأوائل : مع ما توهب لهم من عطايا وأموال ، يتكبرون ويسألون الله التغيير والتبديل ! ، قال سعيد بن المسيب : كانت المرأة في زمان عثمان تجئ إلى بيت المال ، فتحمل وقرها ، وتقول : اللهم بدل ، اللهم غيّر !! ، البداية [ 10/336] .
وهم اليوم : على ما وهبوا في هذه البلاد من نعم كثيرة ، ومن إعانات ، ومن أنعام لا تحصى في الجملة ، وربما بعضهم موظف في ( حكومتهم ) أكل من أموالهم ، واشتد بها عوده ، ومنهم من تدعمه الدولة : بإذن دعوة ! ، أو بنشر كتابٍ ، أو بتدريس ٍ في جامعة أو مدرسةٍ ، أو بإقامة مركز ، أو بترتيب مخيمٍ ، ثم يقول : ( اللهم غيّر ، اللهم بدل !!) .
أنشد حسان رضي الله عنه :
قلتم بدّل فقد بدلكم ***** سنة حرّى وحرباً كاللهبِ
ما نقمتم من ثيابٍ خلفةٍ **** وعبيدٍ وإماءٍ وذهب ؟! .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسـول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
سألتني بارك الله فيك عن الخوارج ، وحالهم ، وهل من يقوم بأعمال التخريب اليوم منهم أم لا ، وما أوجه الشبه بينهم فأقول :
الخــوارج من الفرق المنحرفة عن السبيل ، التي خرجت أولى علاماتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما قال ذو الخويصرة التميمي : ( يا محمد اعدل !! ) ، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ؟! ) ثم أخبر : ( أنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقِِِِِِِِِرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ! ) ، وفيما قال : ( كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار) ( شرُّ قتلى تحت أديم السماء ) ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) (طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ) ( لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل ) ( سفهاء أحلام ، حدثاء أسنان يقولون من قول خير البرية ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) ( يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء ) ( يتقفرون العلم تقفرا ) ( سيماهم التحليق والتسبيد ) ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) ( يخرجون على حين فرقة من الناس ) ( هم شر الخلق والخليقة ) ( يخرج آخرهم مع الدجال ! ) كل هذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الخوارج ، والأحاديث أكثر ، بل لم يروَ في ذكر خبر الفرق المخالفة في الإسلام أكثر ولا أصح من أحاديث الخوارج ! ، هذا إن لم يقل بأنه لم يصح في الباب غيرها ! ، وقد جمع أهل العلم أحاديثهم في مظانها ، ولعلكم تراجعونها في " جامع الأصول " [10/76-93] ، وفي غيره ، فإذا كان مبدء خروجهم كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وشككوا في ذمته وعدله ، ثم استفحل شرهم في عهد عثمان ذي النورين ، وشككوا في أمانته وعدله ، بل واقتحموا عليه الدار ، وقتلوه ، ومثّلوا به ، واستباحوا حرمة دمه وماله ودينه ! ، ثم جردوا السلاح ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ، وكفروا علياً رضي الله عنه وأحبطوا عمله ! ، ويرون بأنهم أولى بالحسنيين ! ، وأن رواحهم إلى الجنة .
وعندما ضرب أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أحدهم بالسيف قال له ( خذها إلى النار وبئس القرار ! ) ، قال الخارجي : ( ستعلم غداً من منّا أولى بها صلياً !!!! ) .
فإذا كان هذا حالهم مع أكمل الخلق وأطهرهم طريقة ، فلا يستغرب ما يحصل اليوم من أتباعهم مع من هم عرضة للخطأ والتقصير ، وما مرّ زمان إلاّ ومنهم فلول ، تجتمع أحياناً ثم تفترق أحايين ! ، حتى ( يخرج الدجال !! ) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ! ، وما من خليفة من خلفاء الإسلام وحكامها إلاّ ولقي من أذية الخوارج ما لقي سواء بالسيف أو باللسان والتحريش ! .
والذين يقومون اليوم بالعمليات التخريبية ، وكذا الذين من قبلهم من الذين يؤلّبون الناس على الحاكم ، ويوغرون صدورهم عليه : لا يشك صاحب سنة عالم عاقل بأنهم : (خوارج مارقة ) .
ولعل نتائج أعمالهم حققت أوصافهم ، وصدق انتسابهم إلى هذا الفكر المنحرف وإن رفضوا ذلك ، وعامة من كابر بادئ الرأي ، وأنكر وصفهم بالخروج ، وخبث طويتهم ، اعترف اليوم بذلك ، وأنكر منهم أشد النكير ، وهذا مما يميّز صاحب السنة العالم العاقل عن غيره ، لأن الفتنة إذا أقبلت يعرفها العلماء ، وإذا تغشت الناس وأدبرت عرفها عامة الناس ، ولهذا ما أوسع علم ابن مسعود رضي الله عنه عندما رأى أقواماً يتعبدون الله تعالى في المسجد على غير ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال مقولته المشهورة : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن أقواماً سيخرجون يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأيم الله ما أدرى لعل أكثرهم منكم ) ، وما دارت الأيام والليالي إلاّ ويحصل ما قاله العالم العاقل ابن مسعود رضي الله عنه ، وشهد بذلك من شهد الواقعتين وهو عمرو بن سلمة حيث قال : ( رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج) .
وهكذا الحال اليوم : فكم صرّح علماؤنا الأجلاء بخروج أهل التعيير والتشهير ، ونصيحة الفضيحة ، وتوغير القلوب ، من قبل هذه الوقائع بسنواتٍ عديدة ، ومع ذلك ما أشد أذية الحمقى لهم !! ، ورفضهم لقبول هذه الحقائق الكونية ! ، فرحم الله العلماء ما أعظم فضلهم على الناس ، وما أشد أذية الناس لهم ! .
واليوم : من نظر إلى طريقة القوم ، وقرنها بطريقة أسلافهم من الخوارج المارقة ، يقف حتما على مبلغ التوافق العجيب ! ، وخذ من ذلك : الخوارج الأوائل : شككوا في أمانة النبي صلى الله عليه وسلم وعدله ! ، وأمانة عثمان وعدله ، ووصفوه بالاستبداد . وهكذا هم اليوم يصنعون مع حكامنا ! .
الخوارج الأوائل : قاموا بدعوى نصرة التوحيد الجهاد ، وتحكيم الشريعة ، وكفروا علياً ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم بذلك ، ورأوا أن أعمالهم قد حبطت .
وهكذا هم اليوم : كفروا حكامنا ، وعلماءنا ، ووصفوهم بالطواغيت ، وقالوا عن الشيخ ابن باز : ( رأس الردة !، وعمود الكفر ! ، وذنب الحكام !! ) ، وقالوا : ( بلغ مرحلة من الخرف والسفه مما جعله لا يقبل قوله) ، وقالوا : ( علماء السلاطين ) وقالوا ( أقل ما يقال فيهم أنهم فسّاق ! ) .
الخوارج الأوائل : يزورون الكتب ، والأقاويل على لسان أهل العلم ، وأنها تعضد طريقتهم ، [ البداية والنهاية :10/277] [10/281] [10/340] .
وهم اليوم : يزورون الكتب ، وينسبون أنفسهم إلى أهل التوحيد والسنة من الأحياء والأموات !! ، ويستشهدون بكلام الإمام ابن تيمية وهم أبعد الناس عن طريقته ، وبكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهم أبعد الناس عن حقيقته ، وبكلام أئمة الدعوة وهم الذين رضوا بحكم آل سعود وناصروهم حتى أقاموا دولتهم .
الخوارج الأوائل : يقومون بالمظاهرات والمسيرات ضد الحاكم ! ، [ البداية :10/280] .
وهم اليوم كذلك .الخوارج الأوائل : يسعون إلى الانقلاب على الحاكم فضلاً على أن يناصحوه ، كما دخلوا على عثمان رضي الله عنه ، وحاصروا داره ، وقالوا للناس : من كفّ يده فهو آمن !! ، [البداية :10/280] .
وهم اليوم كذلك ، وأطلقوا الحرب للحاكم بل وحكومته بل وشعبه المناصر له !! .
والخوارج الأوائل : يفترون على الحاكم ما لم يقل ، ونسبوا إلى عثمان كتاباً ، ووضعوا عليه خاتماً كخاتمه !! [ البداية : 10/280 ] .
وهم اليوم كذلك يفترون على الحكام بشتى أنواع الأكاذيب أو على أقل تقدير ما لم يأتوا عليه ببينة ! ، ويزورون الوثائق ، والجوازات ، وغير ذلك .
الخوارج الأوائل : من مزيد ظلمهم ومبلغ حقدهم على الحاكم يسمونه بأسماء زعماء اليهود والنصارى ، كما سموا عثمان رضي الله عنه بـ : نعثل !! ، [ البداية :10/282] [10/307] وربما قلبوا اسمه ، كما صنع الراسبي ، فما كان يسمي علياً رضي الله عنه باسمه ! ، وإنما يسميه بـ : الجاحد ، من شدة بغضه له ، [ البداية :10/591] .
وهم اليوم : يسمون الحاكم بـ : ( بوش العرب ) أو ( البابا يوحنا ! ) و ( آل سلول ) .
الخوارج الأوائل : يسبون الحكام على المنابر ! ، كما صنع ابن عديس في شتمه لعثمان رضي الله عنه على المنبر ! ، [ البداية :10/297] .
وهم اليوم كذلك : بالتصريح ، وبالتلميح !! .
الخوارج الأوائل : يصرحون بكفر الحاكم مهما كان له من فضائل ، فعندما دخلوا على عثمان وقتلوه ، وهو على مصحفه ، قد أصابه بعض دمه ، قال أحدهم : ما رأيت كاليوم وجه كافرٍ أحسن !! ، ولا مضجع كافرٍ أكرم !! . [ البداية :10/307] .
وهم اليوم : لم يلتفتوا إلى محاسن حكام المسلمين ، وما رعى الله بهم من المصالح ، وحفظ بهم من الحقوق ، وحقن بهم من الدماء ، وصان بهم من أعراض ، ومع ذلك كفروهم .
والخوارج الأوائل : يستبيحون المحرم لتحقيق مطلبهم !! ، وقالوا : الذي أباح لنا دم عثمان كيف يحرم علينا ماله ؟! ، وأخذوا كل شيٍ حتى الأقداح ،[ البداية :10/307 ] ،ويسفكون الدماء ، ويقطعون السبل ، ويستحلون المحارم ، [ البداية :10/584] .
قال ابن كثير مؤيداً قتال علي رضي الله عنه للخوارج : ( وفيه خيرة عظيمة لهم ، ولأهل الشام أيضاً ، إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها عراقاً وشاماً ، ولم يتركوا طفلاً ولا طفلة ولا رجلاً ولا امرأة لأن الناس عندهم قد فسدوا فساداً لا يصلحهم إلاّ القتل جملة ..) [ البداية :10/584-585] .
وهم اليوم : يفعلون كل محرم من أجل تحقيق مطلبهم !! ، يسرقون !! ، يحلقون !! ، يكذبون !! ، يفترون !! ، يلبسون لباس النساء !! ، يقتلون الدماء المعصومة لمصلحة عظمى عندهم وهي قتل كافر أو رجل أمن !!!!!! ، ويرون بأنه لا ( إصلاح ) إلاّ ( بالسلاح !) .
الخوارج الأوائل : يقاتلون الحاكم في حقيقة الأمر لشيٍ في أنفسهم لا لله عز وجل ونصرة لدينه ، كما صنع عمرو بن الحمِقِ حين جلس على صدر عثمان بعد ما طعن من قبل ، فطعنه تسع طعنات !! ، وقال : أما ثلاث منهن فلله ، وستٍ لما كان في صدري عليه !!! ، [ البداية :10/309 ] .
وهم اليوم كذلك ، فما يفرحون بخير حباهم الله به ، ولا يحزنون بأمرٍ أصابهم ! .
الخوارج الأوائل : يبحثون عن إسقاط الحاكم في الزلة على كل وجهٍ !! ، فعندما نسبوا إلى عثمان رضي الله عنه أنه كتب فيهم كتاباً ، وأنكر ذلك قالوا له : إن كنت كتبته فقد خنت !! ، وإن كنت لم تكتبه فقد عجزت !! ، ومثلك لا يصلح للخلافة : إما لخيانتك وإما لعجزك !! ، [ البداية :10/311 ] وتأمل رد ابن كثير فما أحسنه .
وهم اليوم كذلك : حتى فيما يفعلونه من تخريب !! ، فيستبيحون ما يقومون به من أعمال تخريبية ، ومن جانب آخر يصيح السفيه من جانبٍ آخر ويقول : هذا فيه دليل على عدم أهلية الحاكم ، وانفلات الأمن !! ، وكلهم مبطل كذاب ! .
الخوارج الأوائل : أن الخوارج لا يموتون – غالباً – إلاّ بشر قتلة ، وعلى أردى حال ، وقد أقسم بعض السلف أنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلاّ مقتولاً ! ، قيل إجابة لدعوة سعد بن أبي وقاص عندما قال : ( اللهم أندمهم ثم خذهم ) [ البداية :10/320 ]
وهم اليوم : بعدما استباحوا الدماء المعصومة ، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وقنت عليهم المسلمون في جنح الظلام : ماتوا أخس ميتة ، وقتلوا شر قتلة : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:103-104) .
الخوارج الأوائل : مع ما توهب لهم من عطايا وأموال ، يتكبرون ويسألون الله التغيير والتبديل ! ، قال سعيد بن المسيب : كانت المرأة في زمان عثمان تجئ إلى بيت المال ، فتحمل وقرها ، وتقول : اللهم بدل ، اللهم غيّر !! ، البداية [ 10/336] .
وهم اليوم : على ما وهبوا في هذه البلاد من نعم كثيرة ، ومن إعانات ، ومن أنعام لا تحصى في الجملة ، وربما بعضهم موظف في ( حكومتهم ) أكل من أموالهم ، واشتد بها عوده ، ومنهم من تدعمه الدولة : بإذن دعوة ! ، أو بنشر كتابٍ ، أو بتدريس ٍ في جامعة أو مدرسةٍ ، أو بإقامة مركز ، أو بترتيب مخيمٍ ، ثم يقول : ( اللهم غيّر ، اللهم بدل !!) .
أنشد حسان رضي الله عنه :
قلتم بدّل فقد بدلكم ***** سنة حرّى وحرباً كاللهبِ
ما نقمتم من ثيابٍ خلفةٍ **** وعبيدٍ وإماءٍ وذهب ؟! .
مواضيع مماثلة
» فصدية جديدة لكلاب حماس
» حقائق عن حماس .... فاحذروا يا اولى الالباب
» فتى من بلدة عبسان يسلم نفسه لقوات الاحتلال هرباً من تعذيب مل
» كتائب شهداء الأقصى تحذر مليشيا حماس من
» مركز صوروفيديولعمليات النهب والاعدام والقتل التي تمارسه حماس
» حقائق عن حماس .... فاحذروا يا اولى الالباب
» فتى من بلدة عبسان يسلم نفسه لقوات الاحتلال هرباً من تعذيب مل
» كتائب شهداء الأقصى تحذر مليشيا حماس من
» مركز صوروفيديولعمليات النهب والاعدام والقتل التي تمارسه حماس
ملتقى الشهيد القائدعلي شمالي(أسد الشجاعية) :: فلسطين ارض الاباء والاجداد :: الاحزاب والفصائل الفلسطينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى